نعم.. أتذكر...كم كنت جميله بالماضي...
كم كان ملمس يدي ناعم...
كم كانت عيناي تلمع و ترسل أبتساماتها للجميع....
ياااااه كم أشعر بثقل هذة الفتره و مرورها علي... لازالت تأتيني كوابيس تنفضني من نومي و أنا أبكي...
أري أعين الناس من حولي تحاول جاهده التسلل الي روحي...مثلما تتسلل قطرات المطر داخل شقوق المنزل المتهالك...
كنت واعيه لما أفعله...لكني كنت أُعاند و أقول لا هذة المره ستكون مختلفة...
أنا مختلفه...سأحافظ علي مكانتي...سأحافظ علي موقعي...
سأظل ثابته في مكاني و لن أتركه....
لكني كنت حمقاء...لم تكن لدي الشجاعه لأقول لا...كنت أقول نعم بصعوبه لكنها تصل بسهوله شديده لأذن من حولي.....
أتذكر جيدا ذلك اليوم.......كنت في ثوبي المفضل بلونه الازرق...أشعر أني قويه و لا يهابني شيء...
أشاهد من يأتي...
ثمة أناس يمرون بسرعه دون الالتفات إلي...لم أعير أنتباهي إليهم..أنها خسارتهم و هم وحدهم من سيتحملونها.
هنالك أفراد يقتربون بحرص شديد إلي...يراقبونني جيدا كأنهم يرغبون بحفظ كل تفاصيلي,كنت أقف بثبات و طمأنينه لعلمي أنهم مهما حاولوا لن يستطيعوا أن يعرفوا سري...سيحاولون كثيرا أن يكتشفوه لكن لن ينجحوا...
و من بين هؤلاء كان هو في وسطهم...لكنه لم يلقي بنظره سوي الي عيناي..لم يكن يلتفت لا للثوب و لا لشعري و لا لوقفتي..
كل ما كان ينظر إليه هي عيناي...شعرت أنه يخترقني و يحاول أن يجد شيء..كان يعرف ما يبحث عنه جيداً...
و فجأة أختفي من بين الجموع....ظللت أبحث عنه لكني لم أجده.
في اليوم التالي و في نفس الميعاد...جاء هو بنظراته...لا أتذكر كم من الوقت ظل يأتي مصطحبا نظراته فقط دون أن يحاول أن يجذب أنتباهي و يتحدث.....
و في يوم سمعت صوت ...ألتفت لأبحث من أين يأتي...وقد كان هو طارقا علي بابي...صوت طرقاته علي الفاترينه خاصتي جعلت زملائي ينظرون إلي و علامات الأستفهام تعلو وجوههم....
لا أعرف ماذا أفعل..انا لا أستطيع التحدث إليه مخالفة للقواعد...في الفاترينه لا أستطيع التحدث أنا فقط أبتسم و أعرض ما يستحق العرض فقط...لست أنا العرض أنما ما أرتديه من ملابس و حلي هو العرض الحقيقي....
سألني من أنتي؟؟
و من هنا بدأت قصتي و من هنا بدأ أرتباكي....لم أفهم كيف أجاوبه...ظللت أفكر أنا جزء من الفاترينه أنا جماد أنا لست شخص ليسألني من أنا....
لم أجاوبه...غير مسموح في ساعات العمل أن أتحرك أو أغير شيء من وقفتي الثابته....
أنتظر قليلا لسماع إجابتي...لكني لم أستطيع أن أعطيها له...فاقد الشيء لا يعطيه...
لكنه أنتظر و ظل هكذا حتي حل الليل...و عندها فقط تمنيت لو أنه يرحل...لكنه لم يرحل و ظل واقفا..
سألني ثانية...من أنتي؟؟
أتذكر أنني نظرت حولي....لم يكن أحد يعي أهتمام لما أفعله...طالما أن ساعات العمل أنتهت أذا أنا حره..لكن يجب أن أحافظ علي وقفتي للصباح.....
أجبته لا أفهم ما تقصده....أنا ما تراه قدامك الان.... هذا أنا....
نظر إلي بأستغراب كأنه كان يتوقع إجابه مختلفه...مليئه بالأحداث...إجابه ذات عمق...لكني لم أستطيع أن أقدمها له.
ثم قال لي دعيني أستكشفك..دعيني أعرف من أنتي....
أجبته بسذاجه...حسنا...لكن بداخلي كنت متأكده أنه لا يوجد ما يكتشف أنا مجرد ما هو ظاهر فقط أني مجوفه من الداخل ألم يكن هو يعلم ذلك...لست مثله أنا من الشمع...
ظل يأتيني كل ليلة يتحدث معي...يبهرني بما يقوله لي...
كنت أنتظره بقارغ الصبر...كنت أعشق أسألته رغم عدم فهمي لها...كنت أحفظ تفاصيله بداخلي...
كنت أحاول جاهدة أن اتوعب كل ما يقوله...
بعد مرور أسابيع علي لقاءاتنا...وجدت نفسي ازداد تعلقا به...بدأت أشعر مشاعر جديده لا أستطيع أن أحدده...
هل هذة مشاعر الحب الذي كان يتحدث عنها؟؟لا لا يمكن أنا من الشمع لا أشع...
تذكري ذلك جيدا أنت من الشمع و ستظلي من الشمع.....
و في يوم جاء إلي متسألا أتقبلين أن تأتي معي؟؟
أجبته متسرعه و قلت لا في الوقت الذي كان لابد أن أجاوب بنعم....
نظر إلي و عينيه يملأها الآسف..و قال لي مثلما تريدين أنت وحدك من يملك قرار نفسك....
كان معه مفتاح للحريه الحقيقه...لكني فضلت سجني الذي أعتدت عليه...رافضه أن أري ما كان يمن تحقيقه...
أنا من الشمع و سأظل من الشمع....لا يمكن أن احبه...لا يمكن ان أكون برفقته....
انا من الشمع و سأظل من الشمع....لا يمن أن أحلم ..لا أستطيع أن أتغير
أنا من الشمع و سأظل من الشمع...لا توجد فرصه ثانيه...
نعم لأنني من الشمع و سأظل من الشمع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق