الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

لو كان عندى قوى خارقة


كنت رحت كل مشاويرى طياران و مش هضطر انى امشى فى الشارع او انى اقف استنى تاكسى او اتعلم سواقه و اخد الرخصه(انا معايا رخصه على فكره :))
كنت عرفت اشوف من على بعد 100 كيلو و محتاجتش نضاره مكبره و اصغر التفاصيل كنت هعرف اشوفها مثلا هعرف اقراء ورقه اللى جنبى فى الامتحان:)
كنت هعرف اشيل الحاجات التقيله و اطلع بيها للبيت,مكنتش هحتاج السلم هدخل من الشباك على طول فووووووو
كنت هعرف انضف الشقه و اغسل الاطباق فى ثوانى و انشر الغسيل بسرعه الضوء و اطبخ الاكل فى لمح البصر و اقعد بقيت اليوم بالى رايق
كنت هعرف اقراء عقل اللى اودامى و اعرف هو بيفكر فى ايه؟و كنت هعمل نفسى و لا كأنى عارفه حاجه ;)
كنت هتحكم فى الدكاتره بقوايا العقليه و اخليهم يناجحونى السنه :)
كنت هعرف اختفى و ادخل اى مكان انا عايزاه و وسط الناس منغير ما يحسوا
كنت هلف العالم كله فى 10 دقايق و ازور كل البلاد اللى عايزه اروحها
كنت اديت درس لأى ولد يعاكسنى فى الشارع او يقولى "يا...."القريبين منى عارفين انا قصدى على اى كلمه...لألأ مكنتش هضربه بس هتحكم فيه و اعمل فيه مقالب و اعرفه ان الله حق
كنت عرفت اوقف الوقت و اللحظات الحلوه اخليها تطول و استمتع بيها
كنت عرفت ارجع بالزمن و اصحح الغلط
كنت طلعت نار من ايدى اليمين و تلج من ايدى الشمال
كنت لما انفخ فى وش حد اطيره
كنت غيرت هدومى زى اصاله فى كليبها الجديد(ولا دارى)
كنت عمر ما هيجيلى برد زى اللى عندى دلوقتى
كنت هعرف اعمل 100 حاجه فى نفس الوقت
كنت هساعد اى حد محتاج مساعدتى....و انقذه(الله عليكى يا توتا)
كان هيبقى اسمى "سوبر توتا"و يبقى ليا علامه فى السما زى باتمان
كنت هبقى اجدع من
superman,batman,spiderman,fantastic4,hulk.....hancock
بس يا خسارة معنديش قوى خارقة....
انا مريم و بيقولولى توتا ..فى اولى مدنى(للسنه التانيه على التوالى)
انسانه عاديه بضحك على ابسط حاجه و بفرح من اقل حاجه ممكن حد يعملهالى و لسه جوايا حزن على حاجات راحت من ايدى و مش عارفه ارجعها....
معنديش قوى خارقة بس عندى علتى ,و عندى اصحابى و عندى اللى يمكن انا مش واخده بالى منه...بس بشكر ربنا على انى انسانه و لسه ضعيفه و عندى شويه قوة
استنوا كده....مش يمكن انا عندى قوى خارقه و انا معرفش ;)
يمكن

الاثنين، 27 أكتوبر 2008

ليه مسكت القلم و كتبت؟

اعدت على الارض .... فى ايديها كراسه .... شدت القلم من شعرها,و بصيت على المنظر اللى اودامها_البحر هايج اوى المره دى و الهوا مش حنين زى الاول و بيجى فى وشها معاه نقط مايه و بيتخانق مع خصل شعرها_ غمضت عنيها و اول سؤال سألته "يا ترى فى ايه؟ايه اللى حصل لكل ده؟ليه بيحصل كده؟".....فتحت عنيها و مسكت القلم بين صوابعها و هى متردده مش عارفه تبداء منين او تكتب عن ايه ,تتكلم عن اللى حصل ولا اللى نفسها يحصل,نفسها تتكلم, تقول اللى جواها بس خايفه تاخد الخطوه,خايفه تاخد القرار,خايفه تندم بعد ما تتكتب اللى بتفكر فيه...نفسها تحكى عن اللى حصل معاها,نفسها تقول انا موجوده و عايزه اوصل كلامى...الخوف مكنش انها تكشف سر عنها او عن اللى حواليها او انها متعرفش تكتب.....الخوف كان ان محدش يفهمها و يقدر اللى بتكتبه و اللى هيا حاسه بيه جواها......... نفسها تصرخ و تقول"ارجوك ادونى فرصه"....عقلها وقف عن التفكير و عنيها بتبص على اللى حواليها و دقات قلبها سريعه مش منتظمه بتعمل نغم معين جواها هى بس اللى بتسمعه و بيفكرها ان لسه جواها كتير عايز يخرج و يتحرر من السجن اللى هى بنياه بين ضلوعها و كأن دقات قلبها دى ناتجه من خبط الاحاسيس المحبوسه جواها .............
مع كل دقه جسمها كله بيتنفض
مع كل دقه فكره فى عقلها بتتولد
مع كل دقه ذكرى بتخرج و تفكرها بضحكه او بدمعه
مع كل دقه نبض بيقولها انتى لسه عايشه
مع كل دقه مسكتها للقلم بتزيد............
و ده اللى خلاها تبداء حكايتها و تفكر فى بدايتها....و تكتب احداثها....و تحكى الحواديت اللى بتحصل فيها و اهم حاجه تخرج اللى جواها اللى مش الغرض منه انها تتكلم و بس لأ الغرض منه انها تقول "انا موجوده,و حاولوا نفهمونى,انا اللى اديت الفرصه لنفسى"الحكايه لسه فيها كتير و لسه الاسئله مخلصتش...و اكيد دقات قلبها هتفكرها....
ده السبب اللى خلاها تبداء كتابه ,و تقول اللى عندها

الأحد، 26 أكتوبر 2008

19 سنه

حسب الوقت اللى بيمر و الايام و السنين اللى بتعدى و العمر اللى بيكبر,انا عشت 6944 يوم,912 اسبوع,228 شهر,19 سنه.......ياااااااااااااااااه ايه الارقام الضخمه دى.الالوفات و الميات دى....انا عشت كل ده...انا عندى 19سنه!!!
لو جيت فكرت بجد...و فكرت ايه معنى انى عشت بجد...., هل يعنى انى بصحى كل يوم و انى لسه عايشه و بتنفس,ولا يعنى انى بكبر و رحت المدرسه و انا دلوقتى فى الجامعه,ولا يعنى انى بقابل ناس و عايشه وسطهم- علتى ,اصحابى- او حتى ناس مجرد معرفه.....
المعنى اللى انا اقصده و بتكلم عنه هو.............الخبره اللى اخدتها و التجارب اللى شفتها و المشاكل اللى واجهتها و الافراح اللى ضحكتلها و الاحزان اللى دمعتلها و الغلطات اللى وقعت فيها ....هو ده قصدى من كلمه "عشت"
لو اعدت احسب اللى عيشته بجد و حسبت الايام اللى مريت بكل ده فيها....ولوجمعت عدد الايام اللى عدوا عليا كده و خلاص ....اعتقد انى هلاقى ارقام مختلفه عن الواقع!!!
لو حسبت الايام اللى عديت من غير ما افكر فيهم و اخد بالى من كل اللى بيحصل حواليا او اللى حبست مشاعرى جوايا لو كانت حب,غضب,فرح,دموع او اللى مخدتش بالى من الناس اللى حواليا وقتها و تجاهلتهم و مفكرتش انى اكمل علاقتى بيهم......
الايام اللى ظلمت نفسى فيها و دخلتها فى دوامات هى مش ادها و اللى خرجت منها و متعلمتش حاجه او مهتمتش انى ابص انا كنت ممكن اتعلم ايه.
الايام اللى كانت بتعدى عليا و كنت بشوفها انها كلها شبه بعضها و كنت و قتها عايشه فى حاله توهان و عدم اتزان و مش عارفه انا جايه منين و رايحه على فين....و صصمت انى اكمل مشى فى الطريق اللى كله ضباب و انا فاكره انى بتعلم و بختبر و بعيش...و مكنتش شايفه انى ماشيه وسط ضباب يعنى مش ماشيه على ارض صلبه -ارض الواقع-و فى الاخر اكتشفت انى متعلقه فى الهوا و جه الوقت اللى انزل فيه على الارض و ابداء اعيش بجد......
لما جعت الايام دى كلها و حسبت الوقت اللى كنت فيه متعلقه فى الهوا ....لاقيت انهم 1825 يوم,240 اسبوع,60 شهر.....5 سنين..........مفاجأه مش كده...
لو كنت اخدت بالى بجد فى الوقت ده كان كل يوم عدى كان هيزود جوايا حته و يكبر عقلى و قلبى....يمكن كنت ساعتها هقول انى بنت 19 سنه بجد....
كل اللى بيشوفنى بيقولى انتى شكلك مش بيجيب سنك انتى تبانى اصغر(فى 3 اعدادى),كنت بضحك و اقولهم كده هبان صغيره على طول....لما فكرت .... لاقيت ان شكلى جايب سنى اللى عشته بجد يعنى شكلى هو المرايا لسنى الحقيقى و اللى فعلا طلعت منه بحاجه..
دايما بنشوف ناس نلاقي شكلها اصغر من سنها,و ناس تانيه بتبان اكبر....و ساعات بنشوف ناس بيبانوا عواجيز فى حين بيبقى فى ناس فى نفس سنهم و بيبانوا شباب....و بنلاقى ناس بتبان بسنها بظبط .....

اللى اكتشفته ان تحديد العمر مش بتاريخ ميلادنا لأ باللى احنا عايشينه....و اللى بيوضح ده شكلنا و وشنا و كل حاجه فينا هى اللى بتقول انا عشت كام يوم اللى مع الوقت باقوا كام اسبوع اللى تجمعوا و عملوا كام شهر و اللى اتراكموا على بعض و عملوا كام سنه...ممكن يبقى عددهم اصغر او اكبر او نفس العدد ...فى الاخر احنا اللى بنعيش.

اه انا معرفتش اكون بنت 19 بجد...بس انا مبسوطه انى بنت 14 سنه و اكتشفت ان لسه اودامى ايام و اسابيع و شهور و سنين اعود اللى فاتنى فى الخمس سنين اللى ضاعوا منى و مخرجتش منهم بحاجه مفيده فى اعمارى المختلفه مبين وانا بحبى لغايه لما اتعلمت انى امشى تحت المطر...

19 او 14 المهم انى اعيش و اعيش الصح.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

مدرستى انا للحياه

المدرسه اللى اخدت فيها درس" ايه معنى الحياه"....
اول مره كنت ادوق المر قبل الحلو و حتى اللى ممر بحلاوه فى كانتينها ..... اول مره اجرب انى اكتم نفسى كان فى بدرومها ...و اول مكان عرفت اخد فيه نفسى من تانى كان فى ادوارها.اول مره المس ضوء الشمس بايدى كان على جدرانها,و اول مره اسمع صوت المطر و هو بينزل كان على سقفها.....اول احساس بالحب كان بين فصولها و اول احساس بالخوف و التعب كان فى طورئقها,اول كلام قلته و كتبته كان على كل سبوره فيها.
انا فاكره اول يوم انا جيت فيه المدرسه دى.....كانت معايا شنطه كبيره اوى و مكنتش عايزه انزلها من على ضهرى ابدا بس المديره صممت انى انزلها و اطلع منها اللى انا محتاجاله و لاقيت انى كل اللى فى الشنطه انا عايزاه منساش جملتها ليا ابدا"لسه هتطلعى ادوار كتير و فى حاجات هتشليها من الشنطه و حاجات هتحطيها و يمكن فى الاخر متلاقيش نفسك طلعتى غير بحاجه صغيره اوى و هتبقى مفيده ليكى اوى"....انا مفهمتش كلامها وقتها بس كل اللى عملته انى تبت على شنطتى اكتر و مكنتش عايزه اواريها لحد كنت خايفه على اللى معايا لحد ياخد حاجه منى غصب عنى....
هنا هنا بالظبط...اتزنمت فى الركن ده لما كنت بغلط,و منساش اول مره اضرب فيها بالقلم من الايد اللى علمتنى انى مهما وقعت لازم اقوم من تانى منساش يومها ضحكتلى و قلتلى"اجرى يلى خوشى على فصلك و متعييتيش ,معندناش تلامذه بتتدلع".....
جريت يومها و دخلت الفصل و انا وشى محمر و عيينى غرقانه فى الدموع و استخبيت وانا مداريه وشى و اعدت بعيد عن باقى زمايلى,و انا متشحتفه من العياط(لآن القلم كان صعب اوى).....لاقيت ايد جت تتبطب عليا سكت و رفعت راسى اشوف مين لاقيت واحده من زمايلى بتضحكلى و بتدينى منديل و تقولى" متعيتيش انا كمان اخدت علئه سخنه منها...أنا اسمى....و انتى بقى اسمك ايه؟بتحبى اللبان ولا تشربى عصير ليمون ماما اللى بتعمله"من ساعتها و احنا مع بعض و لسه جنب بعض فى الفصل كل سنه....كنا بنتكلم فى كل حاجه و بنضحك مع بعض و نساعد بعض, حتى الشنطه كانت الوحيده اللى ممكن أأمنها عليها و أثق ان الشنطه معاها..
انا طول عمرى مكنتش تلميذة شاطرة,المذاكره كانت بالنسبه ليا عذاب ,عمرى ما كنت بديها الاهتمام الكافى بس كنت بعدى كل سنه بدرجات حلوه يعنى كنت فى مستوى الطالب المتوسط و انا كنت مستريحه كده علشان انا اكتشفت انى مش بتاعه مذاكره و انى افضل اعده على الكتاب.....
اما بقى فى فتره الفسحه......اهم فتره فى اليوم كله ,كنت بقابل اصحاب جداد و العب معاهم و اتعلم منهم حاجات جديده و اعرف اخبارهم ....و كنت لازم فى الفسحه اتعور و انا بلعب بس برده كنت بقوم و اكمل لعب من تانى اصلى مش هضيع الساعه الا ربع فى عياط ابقى اعيط فى وقت تانى ....كانوا دايما يقولولى نفسنا نعرف انتى ازاى كده....انا نفسى مكنتش بعرف اقول ايه ارد و اقول"تركيبتى كده"
فى الفصل ....ساعات بيدخلولنا مدارسين مش بحبهم و مدارسين تانيين بحب شرحهم اوى و بحب انى اسألهم و اتعلم منهم...و اهو حصص و بتعدى.....ايه يعنى اللى هيفرق....
مع الوقت اكتشفت ان مش ايه اللى هيفرق....لآ ده كل حاجه فى حياتى فرقت معايا ..كل درس كنت باخده كان بيزود معرفتى و كل مره اقابل فيها ناس جديده كنت بتعلم منهم......
الدروس دى هى اللى علمتنى ازاى افكر,ازاى اراجع اخطائى,ازاى اختار و اتخذ القرار الصح,ازاى بقيت انا......اديتنى خبره و علمتنى كتير....
و الناس اللى قابلتهم منهم اللى ساعدنى و منهم اللى وقف جنبى و منهم اللى كانوا مجرد زمايل و لسه هقابل ناس كتير....
و انا لسه فى مدرستى......
لسه هطلع ادوار اعلى و هتعلم دروس جديده و هدخل فصول تانيه و هشوف و اقابل ناسمشفتهمش قبل كده....و هتعلم من مدارسين منهم اللى هيفدنى و منهم اللى هيضرنى و منهم اللى ميأثرش فيا....
بس اللى انا عارفاه حاجه واحده .....انى عمرى هخرج منها زى ما دخلتها ,الشنطه يا هتتأل يا هتخف و هخرج بأصحاب مش هخرج منها لوحدى زى ما دخلتها.....و لما ابوابها تتقفل و انا امشى فى طريقى هبص لاودام و هفتكر كل اللى عيشته فيها فى مدرستى انا للحياه

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

اختيارين

النهارده....
كان عندى اختيارين:ارجع للسرير و اكمل نوم بما انى صحيت متأخر و هقنع نفسى انى مش هلحاء اروح السيكشن و هتحجج ان صاحبتى بعتتلى مسج(رساله) تقولى فيها انها مش هتحضر.
او انى اقوم من النوم, على تليفون صاحبتى اللى قومتنى و شجعتنى انى احضر(مش معايا فى نفس دفعتى)و افوء و اعمل كبايه النسكافيه اللى لازم تبقى بوش و البس هدومى بسرعه و بدل ما اتمشى للجامعه اخد تاكسى و الحء احضر.
انا اخترت انى اقوم من النوم.....

وصلت الكليه كان عندى اختيارين:انى استجمع قوتى و ادور على مكان السيكشن و ادخل احضر مع الدفعه الجديده و استحمل فكرة انى وقعت و استحمل انى بحضر لوحدى لآول مره من غير اصحابى و دفعتى اللى اتعودت عليها,ونظرات كل اللى حواليا بما انى البنت الوحيده و طبعا المعيد.
او انى اهرب و اتحجج ان لسه بدرى على الحضور او انى هوصل انتمتى لسكشنها الاول و بعد كده هشوف ..و فى الاخر محدرش
انا اخترت انى اهرب.....

اعدت فى الجامعه مع ناس فيهم اللى اصحابى و اللى زمايلى و اللى معرفش اسمهم حتى بس لازم اسلم عليهم من باب انه لازم يحصل(رغم انى مش بحب كده بس مجبر اخاك لا بطل)بنبقى واقفين واقفه متجمعين مع بعض فى نفس المكان بس كل مجموعه مع بعض و لازم اللى يدخل على الناس اللى عارفهم يسلم على كل اللى واقف من باب انهم واقفين فى نفس الحته يعنى و الذوق

و انا واقفه كان عندى اختيارين: انى اكمل واقفتى لغاية ما يجى وقت المعاد اللى ورايا و اروح عليه على طول
او انى اخد بعضى و امشى و مقفش كتير انجز فى الواقفه و اروح البيت و انزل تانى على المعاد اللى ورايا
انا اخترت انى اكمل واقفتى.....

وقفت مع اصحابى القريبين و اعدنا نتكلم و كانت واقفه مش بطاله
لفتره من الوقت و ناس تانى بدأت تيجى و نغير المواضيع و احاديثنا و ارائنا المختلفه و نجيب من الشرق و من الغرب...

حصل موقف اودامى و انا كان عندى اختيارين:انى ازعل و ادايق و اتنشن منه و قلبى يتقبض.
او انى مزعلش لآن المفروض انى مزعلش و اتعامل مع الموقف عادى و كأن مفيش حاجه
انا اخترت انى ادايق .......

كملت وقفتى و كلامى....و لسه متماسكه بأختيارى.بس عدى وقت و الكلام اخدنى
و بقى عندى اختيارين من تانى :انى اقف فى نص الطريق ادبدب و اعيط
او انى ابتسم و اتقبل خسارتى بصدر رحب و اقلبها انى افتكر اغانى الاطفال بتاعت زمان و الكارتون و الاعلانات القديمه
انا اخترت انى ابتسم.....

المعاد قرب و يادوب الحء اروح قمت انا و انتمتى و طلعنا بره الجامعه و بدأنا خوض معركة ان احنا نجيب تاكسى و نستحمل كلام الناس و البصات و نكافح على ما نلاقى تاكسى ساعتها كان عندينا اختيارين:يا نموت او يا نموت
بهذر اكيد ده مش اختيار فى الزمن ده, الموت علينا حق....كنت انا و هى بنضحك و نقول كده على ما نلاقى التاكسى....
هيهههه لقينا تاكسى و ركبناه هو اه محتاج عمره و عفشه(اعذرونى مش بفهم اوى )بس ده مكنش بأختيارى لا انا و لا هى مش كفايه لقينا تاكسى ,و كمان هنأيه على مزاجنا....

روحت و اتغديت و شويه و سمعت الحرب العالميه التالته بتقوم بره الدنيا مطرت تلج و بعد كده مطرت و اديتها شتوايه اللى هيا لو كان بأختيارى كنت نزلت جرى تحت المطر بس معرفتش اخد الاختيار ده فا كان عندى اختيارين:اعد اتفرج على المطر من الشباك
او انى اعد مدايئه انى مش عارفه انزل تحتها
انا اخترت انى اتفرج......

نمت و صحيت و اعدت على الكمبيوتر و عملت كبايه النسكافيه و كان عندى اختيارين:انى اكتب اللى بكتبه دلوقتى
او انى مشاركش بيه معاكوا
اختيارى واضح...... : )

لسه عندى اختيارات كتير كل يوم و حسب اختياراتى اليوم هيمشى و ممكن افوت فرص اواكسبها, ممكن اعيش تجارب و ممكن وممكن.....
انا اخترت انى........
طبعا فى حاجات اخترتها و حاجات لسه هخترها,و فى حاجات هتتفرض عليا بس انا هختار انى اقبلها...
فى جمله سمعتها فى التليفزيون بتقول"انا هختار و ربنا عليه التغيير"

بس المهم انى اختار





الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

شمس.....هوا...غيوم....تلج....مطر....و ريشه

ريشه فى الهوا مش عارفه جتلى منين,بس كان شكلها غريب و لونها ازرق فى فضى بتلمع لما الشمس تيجى عليها و لمعتها تعاكس عينى....كبيره و ملمسها ناعم بس يا خساره مأعدتش فى ايدى كتير جيه الهوا طيرها من بين ايديا .... بصيت عليها و الهوا واخدها بعيد و الشمس بتلعبها,مكنتش مدايئه علشان حسيت انها كده حره و منطلقه,اعدت اتفرج عليها بأعجاب.
و بين ما كنت انا بتفرج و هى بتتمايل مع الهوا......الدنيا بدأت تغيم و السحاب الرمادى بداء يبان و يغطى على الشمس اللى كانت ماليه المكان كله بدفا ,بسرعه بصيت على الريشه لاقيت لمعتها راحت و لونها بقى كئيب و غامق...كان نفسى افتحلها ايدى و اخدها بس هى صممت تبعد اكتر .....وشويه شويه بدأت اسمع صوت "تك تك تك تك"لفيت حواليا اشوف ايه الصوت ده و اتفاجئت الدنيا بتمطر تلج,انا مكنتش متداركه الموقف ايه تلج مره واحده و عينى راحت على الريشه اشوف ايه اللى حصلها......كانت بتحاول تتفادى حتت التلج اللى بتيجى عليها من كل مكان ,فوق و تحت و من الجنب.....التلج مش رحمها و انا خايفه عليها و نفسى اخبيها .....يا ريت الدنيا وقفت على اد كده و بس... مفبش ده بدأت تمطر و مطره غرقت كل حاجه....الربشه اتبلت و بدأت توقع و انا صعبانه عليا و مش ادره اعملها حاجه حتى انى اوصلها مش عارفه.
مطر و تلج و غيوم و هوا و اعاصير...و الريشه كل ده لسه صامده و بتقاوم....الدنيا هديت و الامور رجعت لطبيعتها من تانى و الشمس طلعت تنور و الدفا غطى على الناس و البيوت اللى سقفها غرقان و ضلل على الشجر اللى فروعه اتغسلت و كأن اليوم بدأ من اول و جديد....والريشه رجعت تتمايل مع الهوا و تعكس نور الشمس على عينى من تانى...يا ترى جاتلى منين .........لسه معرفش؟

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

هى.....و القمر

الساعه 11 بليل ,الوقت مش متأخر اوى بس الدنيا هاديه حواليها مفيش صوت عربيات و مفيش ناس ماشيه كتير فى الشارع,الدنيا ابتدت تسأع ...فصل الخريف بدأ يهل بهواه اللى فى لسعه تلج والجو اللى مش حر ولا برد.....احلى فصول السنه بالنسبه لها....اما عنها بقى تلاقيها فى الوقت ده راكنه على الشباك و سانده راسها على ايديها و بصه للسما و على وشها ابتسامه غامضه اوى بس جميله اوى اوى و بتخلى وشها منور على الرغم ان بيبان عليها تعب اليوم كله,بس بتخلينى بصلها و بحاول افكر و اتخيل واقول لنفسى:
"يا ترى هى بتفكر فى ايه ؟او فى مين؟,يمكن تكون بتحب ولا يمكن سرحانه وبس او ممكن يكون عندها مشكله و بتحاول تحلها..بس لالآ ابتسمتها دى غريبه اوى فيها رضا غريب و تخلى الواحد يغوص فى بحر من الافكار و التخيلات...و يقول يا ترى؟!"
لسه ببصلها و لسه بفكر فى سر ابتسمتها ....و بحاول اخليها متخدش بالها منى علشان متحسش انها متراقبه او انى بتعدى على خصوصيتها....انا عارفه انا فعلا بتعدى على الوقت الشخصى بتعها بس مش بغرض مؤذى انا فعلا نفسى افهم ايه السر انها بتبص للسما بالابتسامه دى و بتبقى بتفكر فايه او حاسه بايه.....

و بعد فتره من محاولاتى الخفيه..عرفت اوصل لحقيقه السر و اعتقد انى جبته صح...
كل يوم فى الشهر فى حاجه بتتغير فى السما و احنا من كتر اللى حوالينا من زحمه و مشاكل و دوشه مش بناخد بالنا من اصغر التفاصيل رغم انه حاجه مهمه و باينه و منوره لكل الناس...بس لو الناس فكرت للحظه تاخد نفسها من المشاكل و تيص فوق للسما هتلاقى مليون طريقه ترجعلها الأمل او تديها دفعه لأودام علشان تكمل الطريق....اه طلعت الحاجه دى "القمر"او ممكن نقول الجسم اللى بيعكس ضوء الشمس بس هنكون بنقلله اوى و للاسف ده اللى كنا بناخده فى المدرسه فكنا عيال نقول"ايه ده يعنى مش القمر هو اللى بينور لوحده"و ساعتها حلوته و انبهارنا بيه بيقل اوى....
بس مش دى كانت بصتها له ..كانت كل يوم بتبصله بنفس الانبهار و نفس الاعجاب كأن كل يوم بيتولد معجزه او كل يوم فى امل لبكره...بس اللى انا كنت بستغربله ان القمر مش دايما كامل و منور فى اوقات بيبقى هلال و اوقات مش بيبقى باين اصلا بيختفى طب هى بتعمل ايه و بيكون مزاجها و احساسها ايه فى الوقت ده....

القمرو هو هلال بتبقى حته صغيره بس هى اللى باينه منه و باقيه مضلم.... فى الفتره دى بحس انها زى القمر فى حته بس منها اللى الناس شايفها و لمسها بس الباقى مفيش حد شايفه ولا مكتشفه و بتكون غامضه اوى و بحس انها بتقول"انا لسه جوايا كتير و حاجات لسه مفيش حد يعرفها و انى منوره و باردو لسه غامضه"....و بيبان عليها كأن فى مفاجأت هتحصل منها او زى ما تكون ناويه على حاجه... بتخلينى افكر"يا ترى هى مخبيه ايه وهتعمل ايه؟"
و كل يوم بيعدى القمر فى حته زياده بتنور منه و هى كمان فى حته منها بتنور جواها و كمان الغموض اللى حواليها بيبداء يقل و بحس انها بتبداء تنور شويه شويه حتى مزاجها بيبقى حلو و احساسها باللى حواليها بيزيد و بتبقى فى لمعه فى عنيها مليانه امل و حنيه...
اما بقى التلات ايام اللى القمر بيبقى فيهم بدر,كامل و منور مش هعرف اوصفلكوا اد ايه هيا بتبقى منوره و مشرقه و ضحكتها مش بتفرقها و بتبقى فى فرح وجنون...مبسوطه و وشها حلو و مزاجها رايق زى ما تكون بتقول للكل"انا نورت و بينت كل اللى عندى و الحاجات اللى كنت مخبياها طلعتها و بشاركوا بيها"......بس ده لمده تلات ايام.
و يبداء القمر نوره يقل تانى و شويه شويه يبداء الغموض يرجعلها تانى و تبداء عنيها تقول"انتوا لسه مشفتوش حاجه لسه فى حاجات تانى جوايا هتطلع و هتتفاجئوا منى"و ترجع تانى عنيها الشقيه تحيرنى من جديد و ابقى متلهفه اعرف ايه اللى جواها و اللى عندها لسه.
و فى الايام اللى القمر بيختفى فيهم...هى كمان مش بتبقى باينه و مزاجها مش بيبقى اللى هو لكن باردو بتبقى واقفه فى الشباك و فى عنيها نظره تحدى و كانها مستنيه الايام تعدى بسرعه علشان ترجع تانى من فتره الراحه اللى اخدتها و اللى شحنت قوتها فيها و مستعده تبداء بغموض مختلف و مفاجأت جواها تانى و طموح و امل من جديد.

هى بتعرف تلاقى مصدر قوتها من جديد و بتعرف ازاى تتحدى و تواجه كل اللى بتقابله فى طريقها...بنفس الثقه كل مره..انا اتعلمت منها من مجرد مراقبتى ليها..بس فعلا قدرت تغير فيا حاجات كتير و خلتنى اعرف ان كل يوم فيه تغيراته منها الحلو و منها القاسى و منها الصعب و منها السهل...بس كل ده مش مهم المهم ...انا وسط ده كله بعمل ايه..بفضل ماشيه باصه فى الارض ولا ببص فوق للسما و بدور على مصدر قوتى و الاقى الامل تانى من جديد و بكده انا بعرف اواجه تحديات كل يوم و انا بقول"انا لسه جوايا كتير ,لسه معرفتوش كل اللى عندى"و على وشى ابتسامه حلوه و مره فى نفس الوقت



الجمعة، 10 أكتوبر 2008

مشهد

المكان مكنش له وجود و الزمان مكنش له حدود,كل حاجه ثابته مبتتحركش و كل شىء ساكن مبيتغيرش.........لا فارق معاه اسمه و لا فارق معاه هو مين, حتى الأسئلة اللى دايما بتجرى وراه و بتطارده وقفت مكانها.....اسئلة زى ليه؟و ازاى؟و بعدين؟.....مجرد من المشاعر ,مجرد من الأفكار........

المشهد كالتالى......ضلمه فى كل مكان,كرسى فى الركن.جنبه لمبه نورها خافت و ضعيف. ايده راكنه على الكرسى. دماغه سانده على ضهره,صوت موسيقى مش كئيبه بس بتعرف تدخل جواك و تلاقى طريقها لآعمق جزء فيك و تخرج منك كل اللى كنت دفنه و مش عايزه يبان و مخبيه......

يمكن المشهد يبقى لينا....حالة سكون و للبعض.....حالة جنون أو للمعظم.......حالة وجود و وقفه مع الذات

بس مش ده اللى كان هو عايش فيه.....

فى المشهد ده بذات كان البطل عنده حاله من التوهان او الحيرة بس دى قصته و هو بطلها لازم يمشيها ذى ما النص بيقول......و اول سؤال يطرحه فى عقله :" مين اللى كاتب النص؟انا؟؟"

يجى صوت من بره يقول"ستووووووووب, مش ده اللى انا عايزه انا عايز احساس معين بطريقه معينه"
البطل يقول:"بس حضرتك انا اللى بمثل و انا حاسس بالمشهد ده كده...مش هقدر اديك احساس انا مش قادر اعمله و لا حاسه مش هتبقى طبيعيه"
_"مش انت اللى كاتب النص,ولا انت اللى بتخرج,ولا انت المؤلف"
_"بس انا البطل,انا بطل القصه,انا اللى بمشى جواها انا اللى بعيش لحظاتها و انا اللى بختبر تجاربها و بحس بمأستها"
_"انت مجرد عروسه بحبل طويل و انا اللى ماسكه و بحركه,بقولك امتى تمشى و امتى تقف ,تقول ايه و تعمل ايه,كل ده انا اللى بعمله مش انت"
_"انا البطل ,و انا اللى عايش جوه القصه...انا حر انا اللى بمشيها حسب ارادتى و حسب اللى انا عايزه و حسب اللى عقلى شايفه و اللى قلبى رايده"
_"فوء لنفسك...انت يادوب حتت ممثل شوف انت بتكلم مين...انا اللى عملتك و ممكن فى لحظه اهدك و ارجعك ولا حاجه زى ما كنت اول لما شوفتك"
_"انت اللى كنت فاكر انى ولا حاجه و كنت فاكر انى معنديش رأى ,معنديش فكر, معنديش حاجه اقدر اعملها"
_"واضح انك مش فاهم انا مين و ممكن اعمل فيك ايه"
_"هتتفاجىء انى ميهمنيش انت مين و لا يهمنى تقدر تعمل فيا ايه؟"
_"نعم.انت اكيد اتجننت"
_" احب اعرفك بنفسى انا بطل قصتى,قصتى انا
و انت مجرد حالة.........حالة من الخوف
حالة من الرعب
حالة من الكره
حالة من التوهان
حالة من عدم الثقة
حالة من الشك
حالة من الافكار السلبية
حالة حاولت تقتلنى و تقولى انى مقدرش, حالة حاولت تهدمنى و تقول انى معرفش........بس لآ انا البطل و القصه مش لازم دايما تمشى زى ما النص مكتوب"
_"ايه الكلام ده!!!"
_"انا لسه مخلصتش كلامى,مش لازم النص يقول ان النهايه سعيدة هتبقى سعيدة و مش لازم اول لما يتكتب النهايه دموع يبقى الحزن هو النهاية"
_".........."
_"ساكت ليه؟كلامى صح........النهايه مش النص اللى بيقرره,البطل هو اللى بيحدده...هو اللى بيقرر امتى يستسلم و فى الوقت ده النهايه بتتكتب,لكن طول ما البطل بيقرر انه يقول لآ انا هكمل اعيش يبقى لسه فى النص كتير و النهاية لسه بعيدة"
_"انت ضعيف و فى اى لحظه هعرف ارجعك تانى"
_"اه انا ضعيف بس ضعفى ده قوتى....لآن انا عارف انى مفيش حدود تمنعنى و عارف ايه قدراتى و انا مؤمن بالله... و مؤمن ان لسه جوايا كتير و لسه الفرص هتيجى و انت مش هتوقفنى"

و كل حاجة توقف و نرجع تانى للمكان و الزمان لكن البطل قام من على كرسيه و الضلمة اختفت و الشمس نورت.....
نلاقى البطل ماشى ناحية الباب و فتحه و خرج و قفله وراه و بدأ يعيش قصته و لسه النهايه متكتبتش...........لكن القصه بتتعاش.

الأحد، 5 أكتوبر 2008

القلب ..........الطفل الصغير و العقل..........الراجل العجوز

طول عمرى كنت محتاره بين القلب و العقل,كنت دايما شايفه العقل راجل كبير و عجوز و متمسك برأيه و مش بيغيره فكنت بتجاهله,اما القلب كان العكس تماما طفل صغير بيحب يجرى و بيلعب فى اى حاجه قدامه و مش بيفكر كتير لما بيحب اى حاجه يتمسك بيها اوى حتى لو اعدنا نقوله ده كبير عليك(لا لا لما تكبر...)..ده كان دايما تخيلى .
انا بصراحه كنت مصاحبه الطفل الصغير و بجرى و بلعب معاه و الراجل العجوز كنت كل يومين تلاته اروح اتكلم معاه ميعجبنيش رأيه اروح ماشيه و بعند اكتر اروح جرى للطفل الصغير و العب معاه و مفكرش فى كلام الراجل العجوز.

كنت دايما اقول :"هو دايما كده عمره ما هيفهمنى و لا هيحس بيا و مش واثق فيا انى عارفة اخد القرار الصح و كمان كلامه مش دايما بيطلع صح و هو دائه قديمه احنا فى القرن الواحد و العشرين دلوقتى"

و افضل العب مع الطفل الصغير و اعد اقول لنفسى:"ايوة كدة الواحد حر و منطلق و حاسس انه شباب و صغير و بيحب و بيغنى و الدنيا ملونه و الحياة حلوة اهى اومال ليه الدوشه اللى عملهالى عمو العجوز"
و كل يوم بليل ارجع الطفل الصغير بيته و ابص على العجوز فى كوخه القديم و اخد بعضى و اروح انا و ادخل الاوضه المحندأه بتاعتى و أقفل على نفسى الباب,و ابص حواليا على الحيطه و الأرضيه و السرير اللى متنعكش و المكتب اللى مليان كركبه و الحاجات اللى واقعه على الارض و اروح نايمه.

تانى يوم جه العجوز يقولى بعتاب" محتاجه تروقى المكتب و تنضفى الأوضه و الحيطه محتاجه تتدهن هتفضلى لحد امتى كده مش مرتبه اوضتك ولا نفسك"و انا احس بالذنب و اوعده انى هروح اوضب الاوضه و هعد اليوم كله لغاية ما اخلصها يروح بصصلى و يقول بصوت مش مقتنع اوى "لما نشوف" و يمشى......و انا اكون لسه بقول يا هادى الاقى صاحبى الصغير بيخبت عليا و يروح قايلى"يلى بقى مش هنلعب ده احنا وارنا حاجات كتير هنعملها النهاردة"...افكر ثوانى و اقوله "معلش مش هينفع النهاردة ورايا حاجات مهمه لازم اعملها و كمان انا وعدت العجوز انى هعملها مش عايزاه يزعل منى ,مره تانى اجى العب معاك"
راح الصغير بصصلى و بدأ يدبدب فى الأرض "لأ يلا دلوقتى و كمان ممكن تعملى كل اللى انتى عايزاه لما ترجعى و العجوز مش هياخد باله و هتخلصى اللى وراكى و فى نفس الوقت تلعبى معايا"فى الاول قلت لأ و اتمسكت برأيى بس كان تأثيره اقوى من ارادتى الضعيفه و فى الأخر طلعت العب معاه و نسيت حتى أقفل باب الأوضه.
و قلت ساعه و هرجع اعمل اللى ورايا..... عادت ساعه ساعتين تلاته لغاية لما الليل ليل و الصغير قالى "انا تعبت بقى انا داخل انام" يصيت لقيت اليوم خلص و انا معملتش حاجة و اليوم ضاع,قلت خلاص هروح و الصبح بدرى هخلص اللى ورايا.

رجعت للاوضه و الاقى كارثه حصلت...نسيت اقفل الباب الهوا و التراب دخلوا و الدنيا مطرت و الاوضه اتبهدلت كل ورقى و صورى و ذكرياتى و هدومى اللى بحبها اتبهدلوا و ضاعوا معدش فى حاجة سليمه حتى الاوضه نفسها اتبهدلت,بدل ما كنت هاخد يوم علشان انضفها هاخد شهور علشان ارجعها زى ما كانت و ارجع كل اللى ضاع و ادور عليه..... اعدت اقول لنفسى يا رتنى سمعت كلام العجوز مكنش ده حصل و لو كنت ثبت على رأيى قدام الصغير مكنش ده حصل....و كلمه "يا رتنى"مكنتش قلتها حتى.

اعمل ايه؟ اروح لمين؟ رحت جرى اقفله على نفسى و قلت لا العجوز و لا الصغير هيشفونى هما السبب فى اللى انا فيه ده....حتى الناس اللى عرفاها هبعد عن كل حاجه و افضل جوه اوضتى و كده مفيش حاجة تانى هتحصل و هتمسك باللى باقى..
و الأيام عدت و كل يوم الصبح العجوز يحاول يدخل و انا اقوله لأ,و الصغير يحاول يقولى تعالى نلعب و انا ازعق فيه و اقوله ابعد عنى..انتوا السبب... اصحابى وعلتى يقولولى نساعدك ندور معاكى و انا اقول ابعدوا عنى انا مش عايزه حاجة من حد

و فى يوم الشمس جت عليا , دخلت من حته فى الشباك مش عارفة لقيت طريقها ازاى للاوضه بقالى كتير محستش بالدفا ده على وشى بصيت كدة و قلت لما اجرب اطلع و اشوف يمكن احاول الاقى حاجة من اللى ضاعوا.طلعت و كنت خايفه جدا زى ما اكون اول مره اخرج من اوضتى قبل كده.
بصيت حواليا قبل ما اطلع اشوف فى ناس و لآ,و بعد كده طلعت ادور...... ملقتش حاجه غير بواقى و نصها معدش ينفع انه يتصلح رحت اخدت اللى باقى و قلت ادخل جرى قبل ما حد يشوفنى و لسه جايه ادخل فى شخص وقف فى طريقى و سألنى سؤال واحد "انتى رايحه فين؟هتستخبى و تهربى تانى؟" انا اتسمرت مكانى و رحت بصاله و قلت"و انت مالك؟انت تعرفنى منين؟انت مين؟"

_"انا عابر سبيل,لقيت اوضتك مضلمه و منظرها مبهدل فكرت اجى يمكن تكونى محتاجه مساعده حاولت اخبط لكن كنتى دايما تزعأى و تقولى ابعدوا عنى ,لقيت الشباك متوسخ فكرت انضفه شويه علشان النور يدخلك لقيتك طلعتى بعدت ,اشوف انتى هتعملى ايه؟و اللى توقعتوه حصل ,هتهربى زى ما عملتى قبل كده"

_"بس انت متعرفنيش منين عرفت ايه اللى حصل؟و كمان انا معدش عندى حاجة ,انا كل اللى عندى ضاع لا عندى ذكريات افتكرها و لا حاضر و لا مستقبل يبقى هعد اعمل ايه.الم اللى باقيلى و اقفل على نفسى الباب و اعد فى حالى بقى,عايز منى ايه؟"

_"عايزك ترجعى و تفتحى شباك اوضتك ازاز و شيش و تدخلى الشمس"

_"و الشمس هتعملى ايه و لا هتفيد بايه كله راح؟"

_"ده تفكير المستسلم"

_"انا مش شجيع السيما,انا انسانه وضعيفه كمان فبلاش تقول المستسلم انت تعرف ايه اصلا عن اللى حصلى"

_"اعرفك و اعرف العجوز واعرف الصغير....."

_"بتقول ايه؟انت قلت انت مين؟ازاى تعرفنا و تعرف اللى بنا؟"

_"العجوز العنيد فى كوخه وحيد....و الصغير الحر اللى الدنيا كلها بتعته مهما كان ده بيضر.....و البنت اللى عايشه فى النص مش عارفه هى عايزه ايه او بتعمل ايه؟"

_"لآ لآ انا اكيد بحلم,لآلآ انا متلخبطه انت مين قولى انت مين؟انت ازاى عرفنى و عارف كل ده انا فعلا تايه بنهم و محتاره كلام العجوز كان صح بس كان قاسى دايما....و كلام الصغير كان حلو على ودانى و بيحسيسنى انى حره بس كان دايما مش فى وقته"

_"مترميش غلطك على غيرك لازم تشيلى المسئوليه"

_"اشيلها!!! هو انا لو اعرف اجيبها تانى تفتكر هعرف اشيلها مش كفايه اللى ضاع منى"
_"مش واثقه"

_"منين هجيب الثقه؟دى حتى كمان ضاعت..."

_"و لو قلتلك انى هساعدك و هعرف ارجعلك الثقه؟؟؟"

_"اقولك اديلى دليل"

_"ليقل الضعيف بطل انا.يوئيل (3:10)"

_" انا ضعيفه بس مش واثقه انى هبقى قويه و هقول انى بطل"

_"قلت سبيى الثقه دى عليا"

بعد كلامنا عرضت عليه يدخل الاوضه........دخل معايا و بدأنا نتكلم و اعدنا نوضب الحاجات و نلم اللى ناقص نشوف هو فين و نضفنا الشبابيك و المكتب و السرير و الحيطه بدأنا ندهنها و علقنا الصور و اللى مش عايزينه بنرميه ...اعدنا فتره نوضب الاوضه مش عارفه اد ايه بس كانت طويله واتعودت على وجوده معايا و مع الوقت رجعت اوضتى زى ما كانت و احسن...و فى يوم قالى "انا لازم اكمل رحلتى بس اعرفى انا دايما موجود معاكى و كل لما تحتاجينى هتلاقينى و هكون دايما جمبك",و كمل هو رحلته و انا اخدت ثقتى تانى و بدات من اول و جديد,و ودعته.
و تانى يوم و انا اعده لاقيت العجوز طلع من كوخه و جالى يقولى"انا مش موافق على اللى حصل ايه اللى انتى عملتيه ده" بصتله كده و قلتله"تعالى اتفضل عندى نشرب نسكافيه سوى ولا أقولك عايز تشرب ايه؟" قالى "نسكافيه اجربه معاكى"عملت النسكافيه و اعدنا نتكلم و شرحتله و جهت نظرى و بعد ما كنا بنزعق فى بعد و مش بقتنع بكلامه لقيت انه مش قاسى اوى زى ما كنت فاكره,و وسط كلامنا الصغير جه و قالى "ايه ده انتى بتتكلمى معاه ازاى و بتضحكوا كمان,انتى مش هتيجى تلعبى معايا"قلتله"طب ما تيجى انت و تعد معانا و تسمع كلامنا يمكن رأيك يفيدنا او انت تستفيد مننا"و من اليوم ده و بدأت علاقتى تكبر مع العجوز و الصغير.....و مع الوقت الصغير بدأ يفكر و بدأ يكبر و العجوز بدأ بحس بيا و يكلمنى بهدوء كـنه رجع شباب من تانى.....
دى كانت حيرتى بين القلب الطفل الصغير و العقل الراجل العجوز,و عابر السبيل اللى بقى معايا فى كل لحظه فى حياتى و من غيره عمرى ما كنت هشوف النور و لا الشمس كانت لمست وشى من تانى.....